الجمعة، 22 ديسمبر 2017

مريم؟

قمة العفاف البشري .
*************
يمثله الباري سبحانه وتعالى في السيدة العفيفة مريم .
قال الله تعالى :" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا *" مريم 16-17-18
فتمثل لها بشرا سويا : كامل الخلقة والخلق ،  في صورة  بهية جميلة ، وهيئة حسنة ليس فيها عيب ولا نقص ، وهي في عزلة عن أهلها وقومها ، وهي في عز شبابها وفتوتها ، وهذا بلاء عظيم لكل نفس بشرية ، وهنا تبلى كل نفس ويبان قوتها من ضعفها  .
لكن السيدة الكريمة لاذت بربها وقالت :" إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا". 
فجمعت بين اللجوء والإعتصام بربها وتخويف المقبل عليها وترهيبه وتذكيره بالتقوى والإيمان .
إن كنت تقيا : لأنها رأت في ملامح وجهه أنه ليس بذلك الفاجر وإنما هذه الملامح تدل على تقواه وإيمانه وبالتالي خافت أنه ابتلي وافتتن بها ، فذكَّرته ليعود لصوابه ورشده .
وفي الحقيقة هذه مثل لا يمكن أن تكون عليه إلا من اصطفاها الله وهيئها واصطنعها لنسفه الجليلة حتى تكون عبرة وآية للعالمين .
فهذا العفاف البشري هو الذي تم عليه تغيير الأمم وانتقالهم من حال إلى حال ، وانبنت عليه الحضارات التي شاء الله لها الأمد البعيد والعمر المديد ، وهو مورد تنزل رحمة الرحمان ومنة المنان في سائر الأمكنة والأزمان .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق