الأربعاء، 13 مايو 2015

موت القلب؟

صورة ‏عبد الله لعريط‏.


                                                      
******************
من علامات موت القلوب.

الجلوس في مجالس اللهو واللغو الساعات الطوال .
وهجران مجالس الذكر والقلق حين حظورها .

من المظاهر : تراه يجلس على قارعة الطريق ، أو يقف الساعات في مقهى ، أو يقف في ملعب في الحر والقر ربما يوما بكامله ، أو يجلس في مسرح لا يمل ولا يكل .
لكن لو تراه حين يدخل المسجد وعيناه شاخصتان تعد الدقائق والثواني لخروج الإمام أو انتهاء الدرس والخطبتين ، ينتظر بلهف انقضاء الوقت .
وليحذر الإمام من الزيادة عن الوقت المحدد ، فلا وقت إضافي يذكر .

بل هناك من يشتكي ويهجر الإمام ويقع في عرضه لأنه يزيد دقيقة أو دقيقتان عن الوقت المعلوم .
إنها وبكل بساطة : موت القلوب ونفورها من ذكر الله واستئناسها بالدنيا وملذاتها وشهواتها .
افتح أذنيك لهذه الوصايا من الله لنبيه أسوتك وقدوتك وهو يعظه ونعما يعظ به جل وعلا :" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا".
فالنفس مجبولة على النفور من الذكر والركون للدنيا فجاهدها وألزمها مجالس الذكر بالغدو والعشي حتى تألف ذلك ، وإياك أن تميل إلى من يأنسون ويركنون للدنيا وشهواتها .
يذكر المولى جل وعلا بأنها غفلة القلوب وقسوتها .
الخلاص والمخرج : ضرورة مجاهدة النفس وشد وثاقها في مجالس الذكر حتى تألف ذلك ، كما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم .
واحذر من أهل الأهواء الذين ركنوا للدنيا فقست قلوبهم عن ذكر الله .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومجالسة أهل ذكرك .
-----------
للشيخ عبد الله لعريط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق