أين نحن من هؤلاء ؟:
*************
قال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب ..!
ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه ..!
ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عزوجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه".
-----------
معنى بدريا : أي ممن شهدوا معركة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم صفوة وقد رضي الله عنهم .
معنى خلاق : أي حظ ونصيب من الثواب والعاجل والآجل .
معنى أهون : هين ، حقير ، ليست له قيمة .
معنى قوتا :القُوتُ : رزق ؛ ما يأكُلُه الإنسان ويعيش به .
------------
المعنى العام : زهد السلف الصالح رضي الله عنهم ، وأخذهم من الدنيا كفاف العيش ، وصبرهم في ذات الله ، وإيثارهم إخوانهم على أنفسهم ، ومبادرتهم في الصالحات .
الفائدة : لا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها ، فتنافس الأولين كان في ما يزيدهم قربا إلى الله وحبا فيه وطمعا فيما عنده ، وأخذهم من الدنيا ما يكفيهم .
لفتة : إذا كان تصور الحسن رحمة الله عليه للصحابة رضي الله عنهم أنهم لو عاشوا لزمانه لعابوا ما كان عليه أقواما منهم من إقبالهم على الدنيا وانصرافهم عن الآخرة ، فنقول نحن فكيف بهم لو أحياهم الله اليوم وشاهدوا ما عليه أغلبية الناس في زماننا من فجور وشرور ، فماذا يا ترى سيقولون وكيف يكون حكمهم علينا ..؟
الوصية : علينا بالعودة لهذا النهج القويم والطريق المستقيم ، وهو المنهج الذي ربى عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هؤلاء الخيرة من أصحابه ومن تبعهم من بعدهم فكانوا مصطفين أخيار لم يهضم لهم حظا من الدنيا فعاشوا فيها خيرة بررة سادوا الدنيا مشرقا ومغربا ثم انقلبوا لروح وريحان وجنة ورضوان .
وإلا نفعل فالسنن لا تحابي أحدا وما هي من الظالمين ببعيد .
نسأل الله أن يعيدنا لديننا ونهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم .
----
للشيخ عبد الله لعريط .






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق