الخميس، 11 يونيو 2015

الصديق يخون والكلب يصون؟

الصديق يخون والكلب يصون؟


شعر للحارث بن صعصعة :
--------------------------


فيا عجبا للخل يهتك حرمتي ... و يا عجبا للكلب كيف يصون
ما زال يرعى ذمتي ويحوطني ... و يحفظ عرسي والخليل يخون!

قصة :
******
يقال إنَّ الحارث بن صعصعة كان له ندماء لا يفارقهم، وكان شديد المحبة لهم فخرج في بعض متنزهاته ومعه ندماؤه. فتخلف منهم واحد، فدخل على زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا. فوثب الكلب عليهما فقتلهما. فلما رجع الحارث إلى منزله وجدهما ميتين وعرف الأمر ، فقال هذه الأبيات .
-------
ندماء : جمع نديم وهو الرفيق المصاحب .

شرح وجيز :
*********
فهذا الرجل كان له أصدقاء يحبهم حبا جما ، وذات يوم خرج في نزهة مع أصدقائه وخالف أحدهم إلى داره ودخل على زوجته فخانه فيها فدخل عليه كلبه فوثب عليهما فقتلهما .
فلما رجع لبيته وجدهما مقتولين فعلم بأمر الخيانة من زوجته والوفاء من كلبه .

المعنى العام :
***********
قد تأتيك الدواهي والرزايا من أقرب الأقرباء إليك ومن أحب خلانك وأصحابك ، وقد يدود على حوضك ويحفظ عرضك من تزدريه عينك وتحتقره نفسك .
كن على علم أنه لا يعرف سرك إلا أقربائك وأحبابك ، فكن كيسا فطنا حذرا من شرهم ولا تكن غافلا مغفلا لا تستفيق حتى تحل بدارك قارعة من قبلهم ، فتندم ولا ينفع الندم .

وصية : جاء في الصحيحين عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء! ، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت".
قيل الحمو : قريب الزوج والزوجة معا .
الخوف من الأقارب أشد من الأجانب ، لأن القريب يمكن له الدخول على النساء لتمكنه من ذلك ، فربما غرته نفسه وارتكب المحظور ، ثم ينكشف الأمر فيقتتل الطرفان .
فلا شيء أفضل من أخذ الحيطة والحذر .
وإلا فطامة الغافل أليمة ونهايته وخيمة .
نسأل الله السلامة من كل شر .
--------
للشيخ عبد الله لعريط .

هناك تعليق واحد: