حكمة ومعنى :
قال أرسطو : علل الأفهام أشد من علل الأجسام
المعنى : قد تصاب الأبدان بالأمراض حتى المستعصية منها وقد نجد لها الدواء فتشفى ، أو نجد ما يخفف من آلامها ..!
لكن المرض حين يصيب فكر الإنسان فمن الصعب جدا بل من المستحيل التحكم فيه أو إيجاد سبيلا لعلاجه فلا دواء يذكر.
ويقول المتنبي في هذا المعنى :
يهون علينا أن تصاب جسومنا----------- وتسلم أعراض لنا وعقول.
من الواقع : كثير من شباب اليوم مصاب في فكره بعقائد فاسدة وأفكارهي أشد حرا من النار ، ومن الصعب بل قل من المستحيل إيجاد حلا لهؤلاء الذين تشبعوا بهذه المعتقدات الفاسدة ، ولن يجدي معهم علاجا لأن فكرة العبد التي تتولد في ضميره ثم يؤمن بها من الصعب استئصالها من ذات الفرد .
ونحن اليوم نرى شبابا ملطخين بأفكار ليس لها علاقة حتى بالإنسانية والإسلام من أصحابها براء ، مستمسكين بها وكأنها وحي يوحى ، رافضين الخوض في مناقشتها ، بل ينشرونها في الأرجاء نشرا .
الوصية : فليحذر الشباب من إجابة دعوتهم حتى ولو أوتوا من العلم ما لو كانت البحار له مدادا لنفذت ، عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه ,قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ , مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , صِفْهُمْ لَنَا , قَالَ : " هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا , يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " , قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : " فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ , فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا , وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ , وَأَنْتَ كَذَلِكَ " .
هؤلاء الدعاة أصيبوا في فكرهم ، فعبدوا الفكرة كعبادة الله أو أشد فابتلاهم الله وعذبهم بها عذابا شديدا ، وماتوا ويموتون على فكرتهم ، ولا يتراجعون عنها حتى يلقون ربهم ، ثم بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
نسأل الله العافية وأن يثبت أقدامنا على صراطه المستقيم ، وأن يتوفانا مسلمين.
-------
للشيخ عبد الله لعريط .






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق